تأسست جامعة الذيد في عام 2024 بموجب مرسوم أميري أصدره صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم إمارة الشارقة، ورئيس الجامعة. وتُعد الجامعة مؤسسة تعليمية غير ربحية، تُعنى بتقديم تعليم أكاديمي عالي الجودة، مدعوم بأحدث التقنيات والمنهجيات البحثية، بهدف الإسهام الفاعل في خدمة وتنمية المجتمع.
منذ تأسيسها، حظيت جامعة الذيد برعاية كريمة ودعم متواصل من صاحب السمو، مما أسهم في ترسيخ بيئة أكاديمية متطورة تلبي الطموحات الوطنية وتُعزز فرص التميز أمام الطلبة. وتضم الجامعة كليات: الزراعة، الطب البيطري، الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية، الحوسبة والأنظمة الذكية، القانون، إدارة الأعمال، وعلوم البيئة.
وتسعى جامعة الذيد، بوصفها منارة للعلم والبحث، إلى تطوير برامجها الأكاديمية وتوسيع مجالاتها بما يتماشى مع احتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، مع تركيز خاص على مجالي الزراعة والطب البيطري، لما لهما من أهمية استراتيجية في التنمية المستدامة.
كما تتميز الجامعة بحرم جامعي متكامل ومعماريًا متميز، يضم مرافق حديثة تشمل مكتبة مركزية، قاعات دراسية متطورة، مختبرات متخصصة، إضافة إلى مساحات مخصصة للأنشطة الطلابية، بما يوفر تجربة تعليمية متكاملة ومحفزة للطلبة.
تلتزم جامعة الذيد بإعداد كوادر مؤهلة تمتلك المهارات الأكاديمية والعملية، وتسعى لأن تكون شريكًا فاعلًا في صناعة المستقبل من خلال التعليم، البحث، وخدمة المجتمع.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، ورئيس جامعة الذيد، هو شخصية رائدة في مجالات التعليم والثقافة والفكر، كرّس حياته لبناء مجتمع معرفي متقدم.
وُلد سموه في 2 يوليو 1939 في إمارة الشارقة، وبدأ مسيرته التعليمية في مدرسة الإصلاح القاسمية، وأكمل دراسته الثانوية بين الشارقة والكويت، ثم درس اللغة الإنجليزية بشكل مكثّف تمهيدًا لمسيرة أكاديمية نوعية. في عام 1965، التحق بكلية الزراعة في جامعة القاهرة وتخرّج منها عام 1971 حاملاً شهادة البكالوريوس في الهندسة الزراعية. لاحقًا، حصل على الدكتوراه في التاريخ من جامعة إكستر البريطانية عام 1985، ثم على دكتوراه ثانية في الجغرافيا السياسية للخليج من جامعة دورهام عام 1999.
يُعد سموه أول وزير للتربية والتعليم في دولة الإمارات، وقد ساهم بشكل محوري في النهضة التعليمية والثقافية في إمارة الشارقة، حيث أسّس وأشرف على عدد من المؤسسات الأكاديمية البارزة، منها: الجامعة الأمريكية في الشارقة، جامعة الشارقة، جامعة الذيد، جامعة كلباء، جامعة خورفكان، بالإضافة إلى تأسيس كليات ومراكز بحثية متخصصة.
ولسموه إسهامات غنية في مجالات الأدب والتاريخ والمسرح، حيث ألّف أكثر من 80 كتابًا تُرجمت إلى نحو 20 لغة، مما جعله من أبرز المفكرين والكتاب في العالم العربي. وتُعد مشاريعه الثقافية الكبرى – مثل هيئة متاحف الشارقة، وبيت الحكمة، والحديقة الجيولوجية، ومرعى الشمال في الذيد – محطات مضيئة في مسيرته التنموية.
يمثل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي نموذجًا فريدًا للقائد المثقف، الذي يجمع بين الرؤية الاستراتيجية والروح الإنسانية، ويواصل إسهاماته في بناء مستقبل مشرق لدولة الإمارات، من خلال التعليم والثقافة والهوية.